أوفى من السموأل

شعر ابن غلفان

لأوفى عهدا من سَمَوْأل الوفا
يا من على نكث وقطع أخلفا

أني عليه واثقا مستمسكا
في قوة الحب الذي ما أُضعفا

حفظته من قبل أو من بعد ما
قضيته بعدا وهجرا والجفا

أتممتها من السنين عشرة
في قسوة أشقيتني حد الكفى

يا طول هجرك الذي يعلني
بمنحلٍ جسمي وحرم الشفا

أسقى بكأس علقمي طعمه
مر الحياة في اعتكار ما صفا

بل فوق هذا كله لو شئته
ويسمح المقام سردا ما خفا

لأنطقت صخرا أصما ما على
حالي الذي منك بحقي أسرفا

وأيدته من على بسيطةٍ
حكما قضته ما عليك أنصفا

بأنك الظلم الذي أبكاه في
حزن على عمري الذي قد أُتلفا

من الشباب شمعة توقدت
في وحشة ما النور فيها انطفا

برهبة الصمت الذي يحتلني
جيش الليالي في اغتيال أهدفا

ولم تزل شيئا فشيئا هكذا
حتى استضاعني بعمري والرفا

أبقيت ماذا بعدما ضيعته
يستاهل البرد المُضِيع للدفا

ماذا لو انك اعترفت بالخَطا
أضرك الصدق الفضيل ما تخوفا

عودي وعنك كفري تداركا
ثمين عمر والجميل ما تلهفا

من القليل فالقليل كثرة
والخير فيما قد تبقى واقتفى

يكفيك جل ما اهدرته سدى
عليه لو يدريك كم تحسفا

دون الوفاء بالعهود موثقا
فهل يكون الحب إلا بالوفا !؟

شعر ابن غلفان