تساؤلات

شعر نبيل منصور نور الدين

نام من في الكون ألا
واحد في الكون باقي

وطوى الانفس موت
وسكون في المآقي

والى الخالق وجهت
سؤالي وانطلاقي

رب ما هذي البرايا
رب ما هذي السواقي

رب ما هذي الصبايا
رب ما جدوى عناقي

رب ما حبي ونبضي
وحنيني واشتياقي

وابتسامي ودموعي
واجتماعي وفراقي

رب ما للامس والى
وحنين الامس باقي

رب ما للدهر يجري
والى أي سباقي

اين مني ذكرياتي
اين صحبي ورفاقي

اين آمال تراءت
وذوت قبل التلاقي

رب ما الاحلام تأتي
فجأة من غير ساقي

فإذا بي في الليالي
مطلق دون وثاقي

واذابي دون علمي
سائر في الغيب راق

أأنا ارحل حقا
عن وجودي ونطاقي

ام انا لاشيء ألا
فكرة فيها التصاقي

رب ذي الطفلة تبكي
آه ما اقسى اساها

هي لا تدرك شيئا
عن آساها وشقاها

امها الاحنى توارت
وطوى الموت اباها

فلم يا رب جاءت
لتلاقي ما تلاقي

ولما تخرج ليلا
في متاهات الزقاق

لا اب يحنو عليها
لا حنان الام باقي

بعد ان كان حنان الـــ
أب ياربي غذاها

بعد ان كان حنان الــ
اب يا ربي كساها

رب ما للطير يشدو
ولم البلبل غردْ

ولم الطفل متى ما
سمع اللحن تأودْ

ولماذا الناس غنت
ولم الشاعر انشدْ

ولماذا يأسر اللحن
فؤادي لو ترددْ

ولم الاحلام بالالـــ
ـحان يا ربي تجددْ

رب من الهم روحي
ان ذا اللحن حزينُ

إن ذا اللحن سعيد
ان ذا اللحن حنونُ

رب فكرت طويلا
فرأيت الكون حولي

وتساءلت مرارا
هل بهذا الكون مثلي

أأنا حقا فريد
بصفاتي وبشكلي

أأنا الموجود فعلا
يطأ الاكوان رحلي

ايسير الظل خلفي
ام انا اتبع ظلي

اسماء ونجوم
وغيوم وبحارُ

وخيال وتلال
ووهاد وقفارُ

وصباح ومساء
وليال ونهارُ

وشتاء وربيع
وخريف وغبارُ

وظلال وجنان
وهجير وشرارُ

كلها يا رب عندي
قد سرى فيها خيالي

من أنا يارب حتى
وسع الاكوان عقلي

وأنا قزم صغير
لا اعي بسمة طفلي

كلما استوعبت شيئا
زاد من ذلك جهلي

رب مذ كنت صغيرا
كان لي حلم صغيرُ

ولقد صرت كبيرا
فإذا الحلم كبيرُ

وإذا بي اليوم كهل
وهو عملاق جسورُ

جسدي كل مسيرا
وهو جبار قديرُ

فإذا مت الهي
اين ذا الحلم يسيرُ

أله مثلي مكان
وزمان ومصيرُ

نبيل منصور نور الدين