عطر المقداد.. في سيرة خير العباد

*شعر✍️ الحسين بن احمد النجمي

مداديَ عطرٌ والحروفُ زبرجدُ
وقافيتي قد زانها اليومَ عسجدٌ

وأنفاسُ شِعري قد أضاءَ بها الشَذا
وتاقَ لها في ذِروةِ المَجْدِ فرقدُ

وشعري عن خير العباد مفاخرٌ
وكم سرَّني أني لها أتقلَّدُ

أضآءت به الدنيا وأشرق نورها 
وكانت ظلاما حينما جاء موعدُ

وقد خمدت نيران فارس عندما
أطلَّّ ضياء النور إذ حلَّ مولدُ

   قضى عُمُرَاً في الجاهلية طاهراً
وليس لأصنام الغواية يسجدُ

يفيءُ إلى أعلامِ مكة ناسِكاً
وعن صخبِ الدنيا الدنيةِ يَزْهَدُ

وإنْ سألوا أين الأمانةَ والحِجىَ
ومن هو رمزُ الصدقِ قِيلَ مُحَمدُ 

ولما خطتْ للأربعينَ سنينهُ
وأوشكتِ الدنيا تطيبُ وتَرْغَدُ

أتاهُ أمينُ الوحيِ في غاره الذي 
به في حِمىَ رب السما يتعبَّدُ

فقالَ لهُ اقرأ قال لستُ بقاريء ٍ
ورددَ ما قدْ قالهُ وهو مُجْهَدُ

وَعَادَ يَبُثُّ الخوفَ زوجتهُ وما
  رأتْ عينهُ حَقَاً وما كانَ يَشْهَدُ

وقدْ هَدَّأتْ مِنْ  رَوْعِهِ وهيَ التي
تشارِكُهُ عِبْءَ الخطوبِ وتُسْعِدُ  

وقدْ قامَ يدعو قومَهُ وهو مُشْفِقٌ
عليهمْ ويرجو أنْ يثُوبوا وَيرْشُدُوا 

بأنْ يَعبدوا الرحمنَ لا رَبَّ غَيْرَهُ
وأنْ يَكْسِرُوا أصْنَامَ شِرْكٍ لِيَهْتَدُوا

فقامَ أباليسٌ منَ الإنْسِ ضَيَّعُوا
طريقَ الهُدَى عَمْدَاً وأرغُوا وأزْبدُوا

ولكنَّ نورَ الله ليسَ بمطفئٍٍ
لهُ من بدرب الكفر ساروا وعاندوا

وقدْ كتبَ اللهُ السعادةَ للأُلى
لنشرِ الهُدَى عاشوا وللحقِ جَاهَدوا

صَحَابَتُهُ مثلُ الكواكبِ حَولهُ  
وكلٌ لهُ في الدينِ ذِكْرٌ مُخَلَّدُ

فَدَوْهُ بأرواحٍ ومالٍ وكمْ لهُ
ومن أجلهِ في كلِّ صُقْعٍ تَكَبَّدوا

وقدْ نَشَروا الإسلامَ في كُلِّ بُقْعَة ٍ
وخيرُ الوَرَى بِالمُعْجِزَاتِ مُؤَيَّدُ

بهِ العَدْلُ يَسْمُوا في البَرِيَّة نَاشراً
تسامحهُ في ضِلِّه العيشُ أرْغَدُ

حباهُ إلهُ الكونِ أخلاقَ راحمٍ
بأخلاقهِ دونَ الوَرَى يَتَفَّرَدُ

ولا تعرفُ الدُنْيَا حليماً كمثلهِ 
عَفَى عنْ قُريشٍ وهو لايَتَرَدَدُ

فقد دبروا كيدا عظيما لقتله 
رجالٌ شدادٌ بالسيوف تزوَّدوا

أتوا والدجى المرخي يستر كيدهم 
بدار رسول الله في غفلة عدوا

أحاطو ا به كيداً وحقداً وخسة
وقامو ا على درب النبي وأوصدو 

وخير فراش ضم أكرم نائم 
عليه عليُّ في حمى الله يرقدُ

وقد خرج الهادي ليحثو وجوههم
فتعمى عيون لا تراه وترمدُ

ويحميه رب الكون من بأس غدرهم 
ويعصمه وهو النبي المُسَدَّدُ

مضوا في فجاج الأرض كي يظفروا به
وقد أتهموا في البحث عنه وأنجدوا

وفي غار ثورٍ كان يحميه ربه
وفي ثقة في نصره كان يصمدُ

قسى قومه كفرُا عليه وألّبوا
ولانت جمادات إليه وفدفدُ 

أضلَّته في حَرِّ الهجير سحابةٌ
وحنًّ له جذعٌ وسَلّمَ جلمدُ

نفوه من الأرض التي في صعيدها 
قضى عٌمراً عن غيرها كان يزهدُ

يتيماً بها قد عاش أضحى مشرداً 
وقد طيَّب الدنيا اليتيمُ المشرَّدُ

وهاجر منها وهي أغلى بقلبه 
لأن صناديد الضلال تمردوا

وأظهره رب السماء فدينه
به تسمق الأرواح طهراً وتصعدُ

لتسقط أصنام وبيعة راهبٍ
وعباد صلبان ودير معمدُ

ويحرق في نار المجوس رعاتها
  ومن كان بالبهتان  للنار يوقدُ

تأول جميعا للبلى دون أوبة 
ويشمخ بالنور المنزل مسجدُ

أيأتي خنازير الضلال ليرسموا
ويستهزوا ظلما وحقدا ويعتدوا

بخير عباد الله بل خير من مشى 
ومن تحت عرش الله في الحشر يسجدُ

خسأتم وقد خابت مساعيكم التي
بها من ثياب الذل والعار ترتدوا

سننصره يا زمرة الحقد والخنا
وكل لنصر الحق دوما مجندُ

ولكنما النصر الذي يكبت العدى
ويخذلهم فيما أرادوا وأرصدوا

بأن نجعل الدين المطهر نهجنا
ونخلص للرحمن فردا ونعبدُ

ونطَّرح الفكر الخبيث الذي به
ضياع شباب في الذي ليس يحمدُ

سننصره في نشر سنته التي
بها طابت الدنيا وعاش المسددُ

نبيَن للأعداء أن نبينا 
هو المصطفى من ربه والممجدُ

قد اختاره من صفوة الخلق كلهم
له كتب التنزيل بالصدق تشهدُ 

وكل نبي قبله مخبرا به 
كما قال عيسى سوف يتلوه أحمدُ

أتى خاتما للرسل من كل ملةٍ
وفي كل صقع بالفلاح له يدُ

هو الرحمة المهداة والحاشر الذي
على كفه كل المكارم تولدُ

ومَن رفع الرحمن ذكراه خالداً
بقرآنه أو في الأذان يُرددُ

ومن رفع الآصار عنا لنهتدي
ومَن حوضه في موقف الحشر يوردُ

له جنة الفردوس يفتح بابها
ومن قبله دون الخلائق توصدُ

عليك صلاة الله يا من لإجله 
لواء الهدى في ساحة الحشر يعقدُ 

صلاة بها نرجوا النجاة  ونرتقي
بها جنة الفردوس نحيا ونسعدُ

سيبقى لنا دين الحنيفة شامخاً
وعنه خنازير الأباطيل تطردُ 

بمزبلة التاريخ يرمى ضلالهم 
ويهوي بها غر خبيث ومفسدُ

💎🌹💎🌍💎🌹💎
شعر✍️ الحسين بن احمد النجمي
📖 شاعر الوحيين📚